القائد عزيز بكير

احد رواد الحركة الكشفية الذي وافته المنية يوم الأربعاء 31/05/2000 ويعد الفقيد واحدا ممن قدم لها الوقت والجهد والعمر من اجل نشرها وتطويرها مصريا وعربيا وعالميا مما يضعه في مصاف الرجال العظام الذين جاد بهم الزمن ويكفيه ويكفينا ان اسمه كان وسيبقى دائما علامة بارزة في التاريخ لما قدمه خلال رحلة عطائه التي استمرت قرابة 75 سنة.ويقول عن كيفية انخراطه في الحركة الكشفية <ابدأ ذكرياتي مع الكشافة عمليا وكان ذلك منذ اكثر من ستين عاما بحلوان حيث كنت اقطن في مزل يطل على تلال المقطم ووديانه وسهوله – وبينما انا جالس في شرفته اثناء عطلة نصف السنة الدراسية اذا بي اسمع الطبول تقرع – فهرغت بدافع حب الاستطلاع لاشاهد ما الخطب واذا بي ارى فريق كشافة المدرسة السلطانية <الخديوي اسماعيل الثانوية حاليا> تسير وراء هذه الطبول سيرا متزنا قويا –يرددون بحماسة <اسلمي يا مصر انني للفدا> وخلف هذا الفريق تسير عربة يجرها الكشافون محملة بادوات الاقامة والاعاشة وحتى المياه – فلم يكن هناك مراكز تدريب او مخيمات دائمة مجهزة كما هو الحال الان – بل لا بد لمن اراد حياة الخلاء ان يعمل لكل شيء حسابه وان يعد لنفسه عدتها – ويعلم الله اني اعجبت حقا بنظامهم وحماسهم وسرت وراءهم حتى وصلوا الى بقعة تبعد قليلا عن العمران – وهنا امرهم القائد بالوقوف – واعطاهم التعليمات فاذا بي ارى بعد دقائق معدودة الخيام و قد اقيمت – والعلم وقد نشر – والطهاة من الكشافين بداوا يستعدون لجمع الحطب – والمكلفون بالحراسة يسرعون في اقامة سور من عصيهم وحبالهم والمسؤولون عن النظافة ينظمون المكان وحوله – الكل يعمل ويجد ووجدت نفسي وحيد لا عمل لي فرجعت الى منزلي الذي كان يبعد عن هذا المكان باقل من كيلو متر واحد واخذت اراقبهم من بعيد – ولما جن الليل رايت نارا قد توهجت وبدات الحياة تدب في المخيم من جديد – ورايت نفسي مرة ثانية مشوقا الى ان اسرع اليهم لعلي استطيع هذه المرة مشاركتهم في سمرهم ولم تمض دقائق معدودة حتى كنت بينهم استاذن قائدهم الذي سمح لي بالجلوس معهم اردد معهم ما يطلب مني ترديده وحقا كانت ليلة سعيدة لن انساها وبخاصة حين انهى القائد السمر بحمد الله وشكره متمنيا لهم التوفيق في عملهم في اليوم التالي...رجعت الى منزلي هذه الليلة وانا افكر في الانضمام الى فرقة مدرستنا الامير فاروق<روض الفرج الثانوية الان>-وما ان انتهت الاجازة حتى ذهبت الى قائد الفرقة اطلب منه الانضمام الى الفريق فرحب بي وطلب مني ان ااجل ذلك لبدء العام الدراسي القادم و لا مانع لديه ان اكون صديقا للكشافين في المدة المتبقية من العام فسعدت بهذا الوعد وبدات البرامج و الحق يقال لقد احببت الترحال وحياة الخلاء من اول قائد لي و هو المرحوم مخمد ثابت فقد كانت له مؤلفات في رحلاته حول العالم –في هذا الوقت الذي لم يكن يفكر فيه احد في السفر خارج القطر وكان استاذا عظيما في الجغرافيا وقد شعرت فيما بعد ان مناهج الحركة وبرامجها تصبح صماء لا فاعلية لها- ان لم يمارسها قائد قدوة- وعلى دراية باساليب الحركة فقد استطاع هذا القائد ان يخلق من المنهج حين ممارسته في برنامج متعة نقبل عليها جميعا فنتعلم العادات الطيبة والسلوك السوي والعمل مع الجماعة وانكار الذات والمشاركة في العمل باساليب محببة الى نفوسنا فنقبل عليها وننتظر في شوق كبير هذه الاجتماعات الدورية...يا لها من ايم قضيناها تعلمنا منها الكثير وقد دفعني حبي لهذه الحركة فيما بعد ان اتصدى الى نشرها والدعوة لها على كافة المستويات المحلية و العربية و العالمية وربما كان لهذا الاهتمام الزائد بالحركة اثره في ان جعلني افكر وانا قائد لجوالة الشبان المسلمين بالاسكندرية ان انظم رحلة الى كل من فلسطين وسوريا ولبنان وبخاصة انه كانت لنا فروع في هذه البلاد وقد تم تنظيم اول رحلة عام1935 وكان الاشتراك اربعة جنيهات ونصف لمدة 21 يوما وقبل ان تندهش اخي القاريء من ضآلة هذا المبلغ احب ان اوضح ان فرقتنا كانت موضع ترحيب وتقدير واستضافة من الاخوة في هذه البلاد رغم ان المستعمر كان يكره ان يرانا مؤتلفين او مجتمعين بل لن انسى القوات الفرنسية التي تصدت لنا حين كنا على مشارف حلب وقال لنا الضابط<ستنامون هذه الليلة على هذا الجبل المطل على حلب فقد اعددنا لكم الخيام والماكل والمشرب.وحاولنا وحاول اخواننا من حلب ان يصدوهم عن غيهم فلم يفلحوا فبتنا ليلتنا وباتو معنا نغني الاناشيد الحماسية اذكر منها بلاد العرب اوطاني من الشام الى بغداد ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان.ومنها ايضا نحن كشافو العرب خير ركن للوطن تحت ظل الحق نمشي لا نبالي بالمحن... الخ ومنها ايضا حين رفع العلم علمي ياعلمي ياعلم العرب اشرق واخفق في الافق الازرق ياعلم...الخ حتى في اهازيجنا كنا جادين فاذكر احد الكشافين حين قال..يا ظلام السجن خيم اننا نهوى الظلاما ليس بعد الليل الا فجر بدر يتسامى..الخ وقد وافقوا في اليوم التالي على ان يسمح لنا بالسير في حلب على الا نسير في طابور واحد والا نرفع الاعلام العربية داخل المدينة اثناء السير فقبلنا على مضض ومع ذلك سرنا بحماس بين التهليل والتكبير من شعب حلب وتمر الايام ويخرج المستعمر ونذهب مرة ثانية الى نفس هذه الرحلة في عام 1946 مع الجوالة الثانية واذا بنا نستقبل استقبال حافلا في كل قرية نمر بها بالاعلام والزغاريد بل وقد توقف الركب اكثر من مرة للترحيب بنا وتناول المرطبات والحلوى وكان منظر تاثرت به كثيرا حين ذهبنا الى حلب فاذا الجوالة هذه المرة تنتظرنا خارج حلب بجوار قبر الجندي المجهول لنسير معا في طابور واحد منظم رافعين الاعلام مرددين الاناشيد وامامنا المصابيح المضاءة فقد بدا الظلام وسرنا على هذا الحال حتى وصلنا الى ثكنات الجيش الفرنسي سابقا لننام فيها فحقا انها لسخرية القدر ففي عام 1935 يتصدى لنا المستعمر لنبيت خارج البلد وبعد عشر سنوات من الكفاح والجهاد ننام حيث كان ينعم المستعمر في بلادنا وما ان انتهى السير وقبل ان نرتب متاعنا تبادلنا الذكريات والخطب الحماسية وتناولنا الطعام ثم جلسنا للسمر وكانت ليلة لن ننساها جميعا<هذا الحديث في مجلة الكشاف العربي سنة1987 العدد الثالث.-

وقد شارك في تاسيس ثاني عشيرة للجوالة في مصر عام 1935 وحضر اول تجمع كشفي عربي ببلودان بسوريا سنة 1938 وشارك في المخيم العالمي للجوالة باسكتلندا عام 1939 واستقبل اول وفد كشفي سوري يزور مصر عام 1946 وعين مفتشا عاما للكشافة بمصر عام 1953 وكان احد مؤسسي جمعية بيوت الشباب عام 1954 ونائبا لقائد التدريب الدولي بجلويل بارك من عام 1954 الى عام 1958 ومقرر اللجنة العربية للتدريب من عام 1956 الى عام 1972 ثم عضو اللجنة العالمية للتدريب من عام 1958 الى عام 1988 وامين عام اللجنة الكشفية العربية ورئيس لجنة التدريب العربية من عام 1967 الى 1976 ورئيس لجمعية فتيان الكشافة المصرية من عام 1980 الى 1984 ثم رئيسا شرفيا مدى الحياة ثم مستشارا للجنة الكشفية العربية حتى عام 1988 وقد اثرى الفقيد المكتبة الكشفية العربية بالعديد من الكتب والمقالات المتنوعة من خلال مجلة الكشاف العربي ونشرة اراء ولفكار.

القائد عزيز بكير Attachment

هذه صورة تجمع بين القائد هشام عبد السلام موسى الذي في الوسط والقائدين جمال خشبة على اليمين وعزيز بكير على الشمال رحمهما الله وأخذت هذه الصورة عام 1987 بمناسبة اليوبيل الماسي للكشافة العربية

</BLOCKQUOTE>

في رثاء القائد الكبير المغفور له عزيز بكير

في لقاء رائع و ثري مع القائد الكبير هشام عبد السلام موسى الغني عن التعريف و منتوجاته و خدماته للحركة الكشفية العربية شهيدة عن ذلك أهداي هذه القصيدة الرائعة في رثاء احد كبار الحركة الكشفية العربية الذين ارسوا قواعدها القائد عزيز بكير رحمه الله و بدون اطالة اترككم مع القصيدة

صانع الرجال
بقلم: هشام عبد السلام موسى
في رثاء القائد الكبير المغفور له عزيز بكير
في آخر المشوار هذا الطود مالا *** حسب امرئ مثله أن صنع الرجالا
وسار كمن أسرى إلى بارئ *** يرجو لقاه، وغيبنا ارتحالا
سبعون عاما أو تزيد من الثبات *** على مبدأ في الحق قالا
جعل الشباب رسالة ومضى بها *** في كل ميدان صال وجالا
ربى الشباب على الإقدام حتى *** لكل فضيلة أضحى مثالا
كنا نهابه إجلالا وتكرمة *** فهو المثال نموذجا وكمالا
عزيز بكل نفس قد رأته *** مقدم بين الورى إجلالا
يا آخر الرواد من زمن الألى *** بدأوا المسيرة قدوة ونضالا
يا قائدا وهب الحياة معلما *** ومؤدبا ملأ النفوس جمالا
يا صاحب الدرس الذي لم ينسه *** كل اللذين تقلدوك مثالا
فكنت وحدك للكشاف مدرسة *** شدوا إليها العزم والترحالا
بل معهد التدريب ينتج قادة *** ملؤوا العروبة مناشطا وسجالا
يا رمز جيل فقدناه لكم منا *** كل الوفاء تحية وجلالا
أحاسيسكم نبراس صدق في الورى *** أبدعتموها كتابة ومقالا
ورسالة كتبتموها لقادة *** من ذا سيعدل حرفها إذ مالا
تبلى الرجال ويبقى خلقهم نهجا *** يثري الشباب مقولة وفعالا
كشاف يعرب إن ضوت أعلامكم *** فاستحضروا من ذكرهم آمالا
عذر الأوائل أن نحتوا بأيديهم *** صخرا وثبتوا على الطريق وصالا
لكنكم لا عذر إن ضيعتم *** إرث الجدود تفرقا وكسالى
إن كانوا ولوا وأسلموها منائرا *** فلتشرق الشمس من جيلكم أجيالا
يا راحلا خلدت في أعماقنا *** من ذا سينسى عزيزه وتعالى
لنا الله بعدكم في كل معضلة *** تترى على الكشاف حجة وسؤالا
إن ران في سمعكم دعاؤنا لكم *** فذا الوفاء نرده إقلالا
مهما صنعنا فما وفيتم حقا *** وعزاؤنا خلف الرجال رجالا

</BLOCKQUOTE>

القائد عزيز عثمان بكير ( رحمه الله وأسكنه فسيج جنانه )

المربي الفاضل القائد المرحوم:عزيز عثمان بكير

احد رواد الحركة الكشفية الذي وافته المنية يوم الأربعاء 31/05/2000 ويعد الفقيد واحدا ممن قدم لها الوقت والجهد والعمر من اجل نشرها وتطويرها مصريا وعربيا وعالميا مما يضعه في مصاف الرجال العظام الذين جاد بهم الزمن ويكفيه ويكفينا ان اسمه كان وسيبقى دائما علامة بارزة في التاريخ لما قدمه خلال رحلة عطائه التي استمرت قرابة 75 سنة.ويقول عن كيفية انخراطه في الحركة الكشفية <ابدأ ذكرياتي مع الكشافة عمليا وكان ذلك منذ اكثر من ستين عاما بحلوان حيث كنت اقطن في مزل يطل على تلال المقطم ووديانه وسهوله – وبينما انا جالس في شرفته اثناء عطلة نصف السنة الدراسية اذا بي اسمع الطبول تقرع – فهرغت بدافع حب الاستطلاع لاشاهد ما الخطب واذا بي ارى فريق كشافة المدرسة السلطانية <الخديوي اسماعيل الثانوية حاليا> تسير وراء هذه الطبول سيرا متزنا قويا –يرددون بحماسة <اسلمي يا مصر انني للفدا> وخلف هذا الفريق تسير عربة يجرها الكشافون محملة بادوات الاقامة والاعاشة وحتى المياه – فلم يكن هناك مراكز تدريب او مخيمات دائمة مجهزة كما هو الحال الان – بل لا بد لمن اراد حياة الخلاء ان يعمل لكل شيء حسابه وان يعد لنفسه عدتها – ويعلم الله اني اعجبت حقا بنظامهم وحماسهم وسرت وراءهم حتى وصلوا الى بقعة تبعد قليلا عن العمران – وهنا امرهم القائد بالوقوف – واعطاهم التعليمات فاذا بي ارى بعد دقائق معدودة الخيام و قد اقيمت – والعلم وقد نشر – والطهاة من الكشافين بداوا يستعدون لجمع الحطب – والمكلفون بالحراسة يسرعون في اقامة سور من عصيهم وحبالهم والمسؤولون عن النظافة ينظمون المكان وحوله – الكل يعمل ويجد ووجدت نفسي وحيد لا عمل لي فرجعت الى منزلي الذي كان يبعد عن هذا المكان باقل من كيلو متر واحد واخذت اراقبهم من بعيد – ولما جن الليل رايت نارا قد توهجت وبدات الحياة تدب في المخيم من جديد – ورايت نفسي مرة ثانية مشوقا الى ان اسرع اليهم لعلي استطيع هذه المرة مشاركتهم في سمرهم ولم تمض دقائق معدودة حتى كنت بينهم استاذن قائدهم الذي سمح لي بالجلوس معهم اردد معهم ما يطلب مني ترديده وحقا كانت ليلة سعيدة لن انساها وبخاصة حين انهى القائد السمر بحمد الله وشكره متمنيا لهم التوفيق في عملهم في اليوم التالي...رجعت الى منزلي هذه الليلة وانا افكر في الانضمام الى فرقة مدرستنا الامير فاروق<روض الفرج الثانوية الان>-وما ان انتهت الاجازة حتى ذهبت الى قائد الفرقة اطلب منه الانضمام الى الفريق فرحب بي وطلب مني ان ااجل ذلك لبدء العام الدراسي القادم و لا مانع لديه ان اكون صديقا للكشافين في المدة المتبقية من العام فسعدت بهذا الوعد وبدات البرامج و الحق يقال لقد احببت الترحال وحياة الخلاء من اول قائد لي و هو المرحوم مخمد ثابت فقد كانت له مؤلفات في رحلاته حول العالم –في هذا الوقت الذي لم يكن يفكر فيه احد في السفر خارج القطر وكان استاذا عظيما في الجغرافيا وقد شعرت فيما بعد ان مناهج الحركة وبرامجها تصبح صماء لا فاعلية لها- ان لم يمارسها قائد قدوة- وعلى دراية باساليب الحركة فقد استطاع هذا القائد ان يخلق من المنهج حين ممارسته في برنامج متعة نقبل عليها جميعا فنتعلم العادات الطيبة والسلوك السوي والعمل مع الجماعة وانكار الذات والمشاركة في العمل باساليب محببة الى نفوسنا فنقبل عليها وننتظر في شوق كبير هذه الاجتماعات الدورية...يا لها من ايم قضيناها تعلمنا منها الكثير وقد دفعني حبي لهذه الحركة فيما بعد ان اتصدى الى نشرها والدعوة لها على كافة المستويات المحلية و العربية و العالمية وربما كان لهذا الاهتمام الزائد بالحركة اثره في ان جعلني افكر وانا قائد لجوالة الشبان المسلمين بالاسكندرية ان انظم رحلة الى كل من فلسطين وسوريا ولبنان وبخاصة انه كانت لنا فروع في هذه البلاد وقد تم تنظيم اول رحلة عام1935 وكان الاشتراك اربعة جنيهات ونصف لمدة 21 يوما وقبل ان تندهش اخي القاريء من ضآلة هذا المبلغ احب ان اوضح ان فرقتنا كانت موضع ترحيب وتقدير واستضافة من الاخوة في هذه البلاد رغم ان المستعمر كان يكره ان يرانا مؤتلفين او مجتمعين بل لن انسى القوات الفرنسية التي تصدت لنا حين كنا على مشارف حلب وقال لنا الضابط<ستنامون هذه الليلة على هذا الجبل المطل على حلب فقد اعددنا لكم الخيام والماكل والمشرب.وحاولنا وحاول اخواننا من حلب ان يصدوهم عن غيهم فلم يفلحوا فبتنا ليلتنا وباتو معنا نغني الاناشيد الحماسية اذكر منها بلاد العرب اوطاني من الشام الى بغداد ومن نجد الى يمن الى مصر فتطوان فلا حد يباعدنا ولا دين يفرقنا لسان الضاد يجمعنا بغسان وعدنان.ومنها ايضا نحن كشافو العرب خير ركن للوطن تحت ظل الحق نمشي لا نبالي بالمحن... الخ ومنها ايضا حين رفع العلم علمي ياعلمي ياعلم العرب اشرق واخفق في الافق الازرق ياعلم...الخ حتى في اهازيجنا كنا جادين فاذكر احد الكشافين حين قال..يا ظلام السجن خيم اننا نهوى الظلاما ليس بعد الليل الا فجر بدر يتسامى..الخ وقد وافقوا في اليوم التالي على ان يسمح لنا بالسير في حلب على الا نسير في طابور واحد والا نرفع الاعلام العربية داخل المدينة اثناء السير فقبلنا على مضض ومع ذلك سرنا بحماس بين التهليل والتكبير من شعب حلب وتمر الايام ويخرج المستعمر ونذهب مرة ثانية الى نفس هذه الرحلة في عام 1946 مع الجوالة الثانية واذا بنا نستقبل استقبال حافلا في كل قرية نمر بها بالاعلام والزغاريد بل وقد توقف الركب اكثر من مرة للترحيب بنا وتناول المرطبات والحلوى وكان منظر تاثرت به كثيرا حين ذهبنا الى حلب فاذا الجوالة هذه المرة تنتظرنا خارج حلب بجوار قبر الجندي المجهول لنسير معا في طابور واحد منظم رافعين الاعلام مرددين الاناشيد وامامنا المصابيح المضاءة فقد بدا الظلام وسرنا على هذا الحال حتى وصلنا الى ثكنات الجيش الفرنسي سابقا لننام فيها فحقا انها لسخرية القدر ففي عام 1935 يتصدى لنا المستعمر لنبيت خارج البلد وبعد عشر سنوات من الكفاح والجهاد ننام حيث كان ينعم المستعمر في بلادنا وما ان انتهى السير وقبل ان نرتب متاعنا تبادلنا الذكريات والخطب الحماسية وتناولنا الطعام ثم جلسنا للسمر وكانت ليلة لن ننساها جميعا<هذا الحديث في مجلة الكشاف العربي سنة1987 العدد الثالث.-

وقد شارك في تاسيس ثاني عشيرة للجوالة في مصر عام 1935 وحضر اول تجمع كشفي عربي ببلودان بسوريا سنة 1938 وشارك في المخيم العالمي للجوالة باسكتلندا عام 1939 واستقبل اول وفد كشفي سوري يزور مصر عام 1946 وعين مفتشا عاما للكشافة بمصر عام 1953 وكان احد مؤسسي جمعية بيوت الشباب عام 1954 ونائبا لقائد التدريب الدولي بجلويل بارك من عام 1954 الى عام 1958 ومقرر اللجنة العربية للتدريب من عام 1956 الى عام 1972 ثم عضو اللجنة العالمية للتدريب من عام 1958 الى عام 1988 وامين عام اللجنة الكشفية العربية ورئيس لجنة التدريب العربية من عام 1967 الى 1976 ورئيس لجمعية فتيان الكشافة المصرية من عام 1980 الى 1984 ثم رئيسا شرفيا مدى الحياة ثم مستشارا للجنة الكشفية العربية حتى عام 1988 وقد اثرى الفقيد المكتبة الكشفية العربية بالعديد من الكتب والمقالات المتنوعة من خلال مجلة الكشاف العربي ونشرة اراء ولفكار.

القائد عزيز بكير Image

» القائد جمال خشبة
» القائد فوزي محمود فرغلي رحمه الله