عبد الكريم صقر ساحر الكرة المصرية
التعريف بالنجم الذهبى
ولد عبد الكريم صقر الشهير بساحر الكرة المصرية فى عام 1921 بحى العباسية بمدينة القاهرة ، وقد عاش اللاعب طوال عمره بحى العباسية وسانده أقاربه وأصحابه الذين يسكنون بجواره أمثال محمود مختار صقر وابن عمه المقرب إليه ممدوح صقر فشهدت شوارع العباسية مولد النجم كرم ونبوغه وانضمامه للنادى الأهلى .
واشتهر بأنه لاعب من أفضل لاعب الكرة المصرية فى هذه الآونة وبساحر كرة القدم لما يقدمه من لمسات مبدعة ومشوقة للجمهور المتابع والشغوف بالنادى الأهلى .
وقد لقب عبد الكريم صقر بكرم وكان يتميز بالمهارة الفائقة والقدرة العالية على مداعبة وملاعبة كرة القدم وجذب المتابعين وإلهام اللاعبين بكل ماهو جديد فكان كلاعب السيرك مبدع الحركات حيث كان يسجل أهدافا بمهارة عالية ويتألق ويبرز مهاراته الفائقة مما جذب إليه إنتباه المتابعين .
برزت موهبة اللاعب الكبير فى وقت مبكر كما يقولون (اللاعب لاعب من يومه) ، فالتقطته عين الأهلى الخبيرة المتابعة دائما للنجوم وتحديدا فى عام 1936 بعد أن تألق وأبدع فى لقاء مدرسته فؤاد الأول الثانوية أمام مدرسة السعدية وأحرز هدفا كان هو هدف الفوز ببراعة كبيرة للغاية ، ورآه مختار التيتش المكتشف العظيم والقائد الأعلى للأهلى فأدرك بخبرته وحنكته أن هذا اللاعب له مستقبل كبير وأنه مكسب للنادى الأهلى مصنع النجوم بكل تأكيد فضمه لصفوف الفريق الكبير .
ومنذ ذلك الحين وكعادة مختار التيتش العظيم بدأ فى زرع روح الفانلة الحمراء والمبادئ والأخلاق المعروف بها النادى دائما ، وأولاه رعايته كعادته وكما رعى الكثير من نجوم الأهلى وزرع فيهم مبادئ الأهلى حتى خرج لنا جيلا من أفضل الأجيال على مر التاريخ ، وأصقل موهبته وعمل على تنميتها بشكل كبير .
كان من أهم مميزات عبد الكريم صقر تحكمه فى الكرة فوق رأسه واحتفاظه بها لأطول فترة ممكنة بمنتهى الثقة والمهارة والبراعة ، ودلالة على صدق مهارته شارك اللاعب فى دورة برلين الأوليمبية التى أقيمت بألمانيا عام 1936 وكان لا يزال ابن ال15 عاما ، فكان أصغر لاعبا يشارك فى تلك البطولة ، وشارك أيضا فى دورة لندن الأوليمبية بإنجلترا عام 1948 .
تجربة إحتراف مبكرة
كان عبد الكريم من أوائل اللاعبين المصريين الذين خاضوا تجربة الإحتراف بالخارج مع صديقه محمد الجندى ، حيث سافروا واحترفوا معا فى إنجلترا ، ورغم العروض المغرية التى تلقاها صقر للعب فى أحد الأندية الإنجليزية بعد أن كسب شعبية جارفة بإنجلترا خلال فترة قليلة لتواجده هناك إلا أن حنينه لوطنه ولناديه منعا ذلك ليعود ويعتزل بالنادى الأهلى الذى تربى فيه عام 1957 .
هداف بالفطرة
كما كان النجم الذهبى عبد الكريم صقر لاعبا مهاريا مميزا يداعب الكرة بقدمه ورأسه كان هدافا من الطراز الفريد حيث أحرز الكثير من الأهداف التى لا تنسى مع الأهلى ومع المنتخب المصرى تلك الأهداف التى ميزها الفن والموهبة .
من أبرز هذه الأهداف هدفه الشهير فى نهائى كأس مصر بين الأهلى والسكة الحديد حيث كانت النتيجة تعادل بين الفريقين 1-1 وتعلقت النتيجة على هذا الحال ولم يتبقى إلا القليل على نهايتها ، فتلقى صقر الكرة عند دائرة المنتصف وراوغ بمهارة كبيرة كل من قابله من لاعبى السكة حتى وصل لحارس مرماهم ووضع الكرة ببراعة فى المرمى معلنا فوز الأهلى بكأس مصر .
موهبة كرم
تميز عبد الكريم صقر بعذوبة صوته حيث كان له صوت شجى وموهبة كبيرة فى الغناء فكان يغنى لزملائه فى الفريق ويسعدهم فى أوقات الفراغ وفى الرحلات الرياضية داخليا وخارجيا وأيضا فى مناسبات اللاعبين الخاصة ، بجانب موهبته الفنية فى كرة القدم حيث كان كثيرا ما يوجه له الدعوة فى المهرجانات الرياضية ليعرض إبداعاته ومهاراته الفريدة من نوعها على الحاضرين ، فكما ذكرنا فى البداية عن قدرته الهائلة على التحكم فى الكرة وامتصاصها فوق رأسه وقيامه بدورة كاملة حول الملعب والكرة مازالت فى مكانها فوق رأسه معلقة ، مختتما الفاصل الإبداعى الكروى بالجلوس والنهوض بالكرة وهى أيضا مازالت معلقة فوق رأسه ، وكثيرا ما وجهت له كلية الزراعة الدعوة ليقدم الإستعراض الكروى الجميل المنتظر والفريد .
تكريمه
حصل عبد الكريم صقر خلال تاريخه المميز على عدة أوسمة ونياشين وتقديرات ، حيث حصل على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى على يد الرئيس الراحل محمد أنور السادات وذلك تقديرا لمجهوده الكبير ومشواره الرياضى المميز مع النادى الأهلى والمنتخب الوطنى .
وأخيرا : لنا كلمة
النادى الأهلى طوال تاريخه ملئ بالنجوم العظام الذين مثلوا الأهلى وأخلصوا له ولجمهورهم وظلوا يدافعوا عن شرف الفانلة الحمراء مما جعل لهم فى قلوب الجماهير مكانا وأصبحوا فى صدورهم سكانا ، وهذا أقل ما نقدمه لهم بعد التجاهل الكبير الذين لاقوه من الإعلام الحديث رغم ما قدموه من إنجازات كبيرة لنادى القرن النادى الأهلى ولمنتخب مصر .
صورة لعبد الكريم صقر مع النجم الذهبى أبو حباجة
.