أرض الاله في الفكر المصري القديم

"أرض الاله في الفكر المصري القديم".

لقد اطلعنا المصري القديم منذ عصر الدولة الوسطى من خلال ما تركه من نصوص مرات ومرات على احاديث وموضوعات تتضمن كلمة "أرض الاله" (تا – نثر) فما المقصود بأرض الاله؟؟؟ واين هي؟؟؟ ومن هو هذا الاله؟؟؟؟
ان اول ظهور لهذه الكلمة في النصوص المصرية القديمة يرجع الى عصر الاسرة الحادية عشر وهو نص المدعو "حنو" في العام الثامن من حكم الملك منوحتب الثالث ونقش هذا النص في وادي ا...لحمامات حيث يشير "حنو" الى انه ابحر في البحر الى بونت بعد عبوره الصحراء الشرقية حيث ذكر " لقد ارسلني سيدي لكي ابعث السفينة الى بونت لكي تحضر الكندر الاخضر ولقد نفذت امر جلالته فأحضرت له كل الهدايا التى وجدتها على شواطئ أرض الاله"

ونص اخر للوزير امنمحات من العام الثاني من حكم الملك منوحتب الرابع من وادي الحمامات " مكان طاهر ومفضل على قمة جبال أرض الاله" وهذه البعثة التى تركت النص تبجل المعبود "مين" وكانت ذاهبة لاحضار تابوت الملك وهذه البعثة لم تترك مطلقا الصحراء الشرقية حيث ان المحاجر تقع قريبة من المكان التى نقشت فيه اللوحة وهو اشارة الى "تا – نثر" في الصحراء الشرقية.

وجاء ذكر (تا – نثر) ايضا على لوحة المدعو "خنوم حتب" من وادي جاسوس والتى تؤرخ بالعام الاول من حكم الملك سنوسرت الثاني، حيث يذكر النص "لقد شيدت اثار الملك في ارض الاله"
لم يقف الحد على ذكر " أرض الاله" في النصوص الدنياوية فقط بل والدينية ايضا فتذكر احد نصوص متون التوابيت "المنجم هو ارض الاله وانا حاكمه ،انا في كامل قواي، ان (تا – نثر) تقف موازية للسماء والارض مثل ملكه شو التى لا تحمل اي معلم دنيوي"
هذا بالاضافة للعديد والعديد من المصادر المصرية القديمة والتى تحدثت عن أرض الاله مشيرة الي موقعها ليست فقط في الناحية الشرقية من مصر بل هناك من النصوص من ذكرها في الناحية الجنوبية والشمالية الشرقية من مصر، كما جاءت نصوص بردية هاريس لتضع (تا – نثر) بعد مصر وقبل سوريا وفي ذلك اشارة الى موقعها الشمالي الشرقي.
وعلى هذا فنري ان مكان "ارض الاله" لم يكن محددا بشكل خاص فيري الدكتور عبد العزيز صالح ان كلمة "تا نثر" ذات مدلول واسع وان هذه الكلمة ذات اعتبارين:

الاول: اسطوري: وهو الذي يعني الشرق بوجه عام وخاصة المكان الذي تشرق منه الشمس وبالغ البعض بقوله ان الشرق بصفة عامة هو من جاء منه اتباع حورس.
الثاني: اعتبار عملي: كان تعبير "ارض الاله" يطلق على مناطق تجارية واسعة يمكن ان نقسمها الى جزئيين:
أ‌- مناطق مجاورة للمصري القديم جغرافيا ذات منتجات مميزة كان المصري القديم على دراية بها.
ب‌- مناطق بعيدة عن المصري وظلت طبيعتها غامضة عليه.
ومن واقعى هذيين الاعتباريين فان كلمة "تا – نثر" تشير الى كل أرض ذات اهمية بالنسبة للمصري القديم يجلب منها منتجات مهمة تهم الملوك والمعبودات او حتي الارض التى تمر بها هذه المنتجات مثل العطور والنباتات العطرية والاحجار الكريمة بل حتي الحيوانات النادرة، لذلك اطلقت هذه الكلمة على المناطق الجبلية والتى تقع بين النيل والبحر الاحمر بل شملت كذلك شبه الجزيرة العربية وما بعدها وكذلك مناطق "الرتنو" و "خاتي" و "كفتيو" ويري الدكتور عبد العزيز صالح ان حدود "ارض الاله" تتسع مع اتساع الامبراطورية وان كان لا يشير الى وحدة سياسية.
وبجانب هذا الامر وهو محاولة تحديد موقع ارض الاله فيجب محاولة معرفة من هو هذا الاله المقصود؟؟؟
يري البعض ان الاله المقصود هو الاله رع والارض هي الشرق الذي يشرق فيها الاله رع كل يوم ولكن ان كان ذلك صحيحا فلماذا لم يظهر هذا التعبير في نصوص الدولة القديمة حينما ازدهرت عبادة المعبود رع؟؟؟
ويري Kuentz ان الاله هو "حورس" وان ارض الاله هي الشرق وهي الارض الاصلية ومكان سيطرة الاله حورس.
ويري جاردنر ان الاله هو الملك نفسه حيث ان الحملات كانت دائما ما يرأسها حامل اختام الملك نفسه.
ويري عبد العزيز صالح ان الاله هو اله الدولة ولا تعني ارض الاله تلك الارض التى جاء منها الاله بل هي الارض التى تقع تحت سيطرة المصريين وبالتالي اله الدولة كما يربط الدكتور عبد العزيز صالح بين ارض الاله والتعبير الدارج الذي نستخدمه الان "أرض الله واسعه" وفي ذلك اشارة للسفر لارض لا نعرفها ولكنها تابعة لله الذي نعرفه.
في النهاية يمكن القول ان "أرض الاله" تشير الى الارض التي يسيطر عليها اله الدولة ومنها تاتي المنتجات التى تدخل في خدمة هذا الاله اما الاله فهو غير محدد ويمكن ان يكون اله الدولة ايا كان.

» اهداف المصري × الزمالك في الدوري العام المصري
» الفلك عند المصرى القديم
» هل كان الإنسان القديم قناصا؟
» أفضل عشر سيارات في الزمن القديم
» الزهره الاسطوريه ذات التاريخ القديم(شقائق النعمان)