يتعرض بعض المصطافين للدغة قنديل البحر أثناء الاستحمام في المسطحات المائية مما يؤدي إلى الشعور بالألم والقلق في الوقت نفسه.
كيف يتم لدغك من قبل فنديل البحر؟ لقناديل البحر أذرع للصيد موجودة تحت مظلة على شكل قنديل او جرس. على هذه الأذرع تتواجد آلاف خلايا اللدغ. هذه الخلايا الميكروسكوبية التي تبدو وكأنها كبسولات صغيرة، تحوي بداخلها أنبوب ملفوف وفي طرفه ما يشبه طرف الحقنة، وفي بقعة الميليمتر الواحد هذه يوجد حوالي ألفا خلية سامة".
ويضيف البروفيسور روني وولف: "من المهم جدا أن نذكر أن أجزاء الأذرع التي عليها آلاف الخلايا السامة تطوف حول قنديل البحر، وتصل لمسافات بعيدة وتبقى فترات طويلة (حتى اسبوعين) بحالة "تأهب"، وهكذا بالامكان تفسير حالات الاصابة بلدغة من قنديل بحر في مكان لا يوجد فيه قنديل بحر".
طرق العلاج الاولي
أما عن طرق العلاج الأولي فيقول بروفيسور وولف: "عند الاصابة بلدغة قنديل بحر تشعر بداية بآلام شديدة وحرقة، والتي تتعلق قوتها بكمية السموم التي "حُقنت" بالجلد، وسيحمر الجلد في منطقة اللدغة وقد يستمر ذلك لساعات. يتقسم علاج اللدغة لمرحلتين: في المرحلة الأولى يجب محاولة منع "تفجر" خلايا سامة اضافية، وبذلك "حقن" المزيد من السم في الجلد. اذ أنه عندما تلامس أذرع قنديل البحر الجلد تتفجر فقط قلة من الخلايا السامة، وستبقى على الجلد خلايا سامة أخرى التي تكون بحالة نائمة، ويجب محاولة ابطال مفعولها وابعادها. هناك من يعتقد أن الحل الأنسب هو دهن الجلد بحامض او حموض نستخدمها في الطبخ، ولكن الحقيقة هي أنه بالامكان ابطال مفعول الخلايا السامة المتواجدة في قناديل البحر الأسترالية بهذه الطريقة، ولكن في أماكن أخرى مثل البلاد، لم تثبت هذه الطريقة مفعولها. هناك مستحضرات بيتية أخرى تستعمل للغرض ذاته مثل بودرة مونوصوديوم (الصودا الصلبة) او أنواع أخرى من الأحماض. يمنع بشكل بات غسل مكان اللدغة بالماء العادي، لأن ذلك قد يتسبب بانفجار خلايا السموم، بالامكان غسل الجلد بمياه البحر بهدف تقليل عدد الخلايا السامة التي تبقت على الجلد".
وأضاف وولف: "أما في المرحلة الثانية، وبعد أن عالجنا مشكلة الخلايا السامة التي تبقت على الجلد، يجب معالجة الجلد نفسه. عادة، غسل الجلد بضغط من المياه الباردة (الآن بات الأمر مسموحا) والقليل من دهن كريم مهدئ الذي يمكن اقتنائه دون ورقة من الطبيب (مثل كريم الألوفيرا، فنيتسيل جيل، كورتيزون والتي تحوي مادتي الكورتيزون والألوفيرا) قد تكون كافية. ولكن في الحالات الصعبة يجب استشارة طبيب الجلد، وفي فقط في الحالات الشاذة التوجه للمستشفى لتلقي العلاج".
وينصح توماس يلينيك المدير العلمي لمركز طب الرحلات بمدينة دوسلدورف غربي ألمانيا، بعدم القلق فور التعرض للدغة، حتى إذا كان قنديل البحر هذا من الأنواع السامة. لذا فهو يدعو الأشخاص الذين أصيبوا بحروق بسبب لدغة قنديل البحر إلى تمالك أعصابهم وعدم الشعور بالهلع في حال حدوث ذلك.
وأضاف يلينيك أن قناديل البحر السامة التي تتسبب لدغتها في وفاة الإنسان تتركز في الغالب قبالة السواحل الاسترالية.
وعن الخطوات الواجب إتباعها في حال التعرض للدغة قنديل البحر شدد يلينيك على ضرورة الخروج من المياه بسرعة مع مراعاة عدم حك الجلد المصاب على الإطلاق، كي لا تنفجر "خلايا اللدغ" العالقة بالجلد وهي خلايا ميكروسكوبية تبدو وكأنها كبسولات صغيرة تحتوي بداخلها على أنبوب ذي طرف يشبه طرف الحقنة.
ويمكن إزالة هذه الخلايا باستخدام ماء ملحي أو بواسطة ملقاط مع توخي الحذر عند القيام بذلك، وللحيلولة دون انفجار هذه الخلايا، وأضاف يلينيك أنه يمكن أيضاً استخدام محلول خل الطعام أو رغوة حلاقة الذقن ثم إزالتها بواسطة أداة غير حادة.