العلم بمادة الحوار
العلم بمادة
الحوار(تأملات في
الحوار من خلال سورة يوسف)1- قال تعالى:
﴿
قَالَ لا يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إلّا
نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا
عَلَّمَنِي رَبِّي إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ
بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴾ [يوسف: 37].
فدلت الآية على قوة علم المحارو وأهليته للحوار،
وأنه لا ينبغي أن يدخل الشخص في الحوار إلا وقد أحاط بما يحاور به علماً، وأن يكون
لديه خبرة عالية بالظروف المحيطة به زماناً ومكاناً.
2- وقال - عز
وجل- في شأن يعقوب - عليه السلام - عندما قال لبنيه: - ﴿
قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ
وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ [يوسف: 86].
دلّ على ثقته بالله-عز وجل-وأنه على يقين من علمه
وإخلاصه، وظهر تصريحه بأنه أعلم منهم.
وفي هذا دليل على أن العلم شرط أساسي لنجاح الحوار
وتحقيق غايته.
3- وقال يوسف
للملك: ﴿
اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي
حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴾ [يوسف: 55].
وقد أجاد يوسف - عليه السلام - العرض أثناء حواره
مع الملك، وانتقى أحسن العبارات، وأجمل الألفاظ؛ فازداد احترامه، واستمع له الملك،
وجعله على خزائن الأرض، وولاه إياها.