الصبر في الحوار
الصبر في
الحوار(تأملات في الحوار من
خلال سورة يوسف)نجد هذا جلياً في حوار يوسف - عليه السلام - مع
إخوته، قال تعالى: ﴿
لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ
يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴾ [يوسف: 92].
فيوسف - عليه السلام - يكيد له إخوته ويفرقون بينه
وبين أبيه سنين عدداً، ثم لما ظهر عليهم وانكشف أمرهم، فإنه لم يكتفِ بالصفح عنهم،
بل زاد على ذلك، فأعلن لهم أنه لم يلمهم، ولم يعيرهم، ومع ذلك دعا لهم بالمغفرة
والرحمة.
قال السعدي-رحمه الله
-: "فسمح لهم سماحاً تاماً، من غير تعيير لهم على ذلك الذنب السابق، ودعا
لهم بالمغفرة والرحمة، وهذا نهاية الإحسان الذي لا يتأتى إلا من خواص الخلق وخيار
المصطفين" اهـ. السعدي، تيسير الكريم الرحمن (ص405).
فمن قواعد الإنصاف-في الحوار-: الأخذ بالصبر،
والرفق، واحتمال الأذى، ومقابلة السيئة بالحسنة، كما قال تعالى: ﴿
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ
وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ﴾ [فصلت: 34].
وبهذا استمال الرسول - صلى الله عليه وسلم - قلوب
أعدائه، وعالج قسوتها حتى لانت، واستقادت، وقبلت الحق، وما ذاك إلا بصبره، وتحمله
الأذى... قال تعالى: ﴿
وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا
الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ [فصلت:
35].