عندما كانت الحركة الكشفية في سوريا ولبنان كانت الرحلات الكشفية والمخيمات المشتركة تقام في البلدين تارة في لبنان وتارة في سورية.
ومن أهم المخيمات المشتركة الكبرى وأولها المخيم الذي أقيم في لبنان بتاريخ آب 1930 في غابة الشبانية بالقرب من حمانا بقيادة المرحوم مصطفى فتح الله واستمر ذلك المخيم خمسة أيام واشتركت فيه فرق بيروت دمشق وحمص وحلب وطرابلس ولبنان الجنوبي وانتهز القادة فرصة وجودهم بالمخيم فعقدوا مؤتمرا عاما بحثوا فيه شؤون الكشفية في سورية ولبنان.
وأقيم المخيم الثاني في بيت الكشاف ببروت خلال عيد الفطر عام 1933 بقيادة المرحوم عبد الله دبوس واشترك فيه حوالي 300 كشاف يمثلون أكثر فرق سورية ولبنان.
وتلاه مخيم ثالث في دمشق خلال عيد الأضحى نيسان 1933 وكان مظهرا من مظاهر التلاحم القومي وعيدا من أعياد الكشفية العربية اشتركت فيه ثلاث وأربعون 43 فرقة.
ثم أقيم مخيم رابع في رويسات صوفر بلبنان خلال آب 1934 بقيادة المرحوم بهاء الدين الطباع اشترك فيه مندبون وكشافون من أكثر الفرق السورية وقد دام مدة أسبوعين ونظرا للنجاح الذي لاقاه درجت جمعية الكشاف المسلم على إقامته صيف كال عام وكان المخيم الصيفي الأول للجمعية ثم أصبح هذا المخيم محط رحال أكثر البعثات الكشفية من البلاد العربية كما كانت تقوم بالمقابل بعثات كشفية من سورية ولبنان برحلات إلى البلاد العربية الشقيقة.
وفي عام 1938 أقام كشاف سوريا أول لقاء كشفي عربي في بلودان شاركت فيه وفود من سورية والعراق ولبنان وفلسطين ومصر وقد وطدت تلك المبادرة أواصر التعاون الكشفي العربي.
وهكذا تبلورت فكرة إقامة مؤتمر ومخيم كشفي للبلاد العربية يتدارس القادة والكشافين فيها شؤونهم ويوحدون صفوفهم على غرار المخيمات والمؤتمرات العالمية.فعقب رفض المؤتمر الدولي للكشافة بليشتنشتين عام 1953 لإقامة المعسكر الدولي لعام 1955 الذي كانت الكشافة السورية قد تقدمت بطلب للمؤتمر لعقده بها بسبب رفض إسرائيل وتأييد كثير من الدول في ذلك الوقت لها.ثم تم لقاء بين القادة جمال خشبة وبكري قدورة وزهير الدالاتي وتم الاتفاق على ضرورة البدء في اتخاذ خطوات حاسمة لتأسيس الهيئة الكشفية العربية.وتمت اللقاءات في القاهرة خلال شهري نوفمبر وديسمبر سنة 1953 بين قيادات سورية يمثلها الأخ على الدندشي وبعض القيادات المصرية من بينها محمد علي حافظ وحسنين زهير وعزيز بكير وجمال خشبة وتم مناقشة لائحة المعسكرات والمؤتمرات الكشفية العربية التي وضعها المرحوم حسنين زهير وقدمت لمجلس الجامعة العربية الذي عقد بالقاهرة في شهر مارس سنة 1954 ووافق عليها بفضل الأستاذ محمد عبد الخالق حسونة الأمين العام للجامعة العربية والمرحوم محمد حسن العشماوي مدير الإدارة الاجتماعية والمرحوم محمد علي حافظ الذين كان لهم الفضل في تبني المشروع ولم يلبث أن تنادى قادة الحركة الكشفية في البلاد العربية وتحقق الحلم الكبير وأقاموا أول مخيم ومؤتمر عربي في الزبداني بسوريا بشهر أغسطس صيف عام 1954 شاركت فيه مختلف الهيئات الكشفية بالبلاد العربية وهي سوريا اليمن السعودية الجزائر مصر الأردن تونس ليبيا العراق فلسطين لبنان الكويت.وضعت نظاما أساسيا للجنة الكشفية العربية وانتخبت أعضاءها الأربعة السادة الدكتور على حسن محمد رئيس جمعية الكشافة المصرية وعلى عبد الكريم الدندشي القائد العام لكشاف سوريا وعبد الرزاق نعمان المشرف على الحركة بمدارس وزارة معارف العراق ومصطفى فتح الله من قدامى الكشاف المسلم .ولكنها مع الأسف لم يقدر لها أن تجتمع لعدم تأسيس أمانة عامة لهذه اللجنة تقوم بدعوة أعضائها للاجتماع.
ثم تلاه المخيم والمؤتمر العربي الثاني بابي قير بالإسكندرية صيف 1956 حيث جرى تعديل النظام الأساسي للمؤتمر وللجنة الكشفية العربية وكان هذا المخيم والمؤتمر أكثر تمثيلا للهيئات الكشفية للبلاد العربية حيث حضرت كل من الاردن,السودان,سوريا,السعودية,ليبيا,لبنان,مصر,البح رين,الكويت,فلسطين,تونس,الجزائر,المغرب,لحج,ارتريا, وتم انتخاب لجنة كشفية عربية جديدة من السادة جمال خشبة,علي عبد الكريم الدندشي,محمد الهبري,علي خليفة الزائدي,عبد الله المنيفي,عبد الله الزواغي وتأسس أول مكتب كشفي عربي دائم بالقاهرة.وفي أول اجتماع للجنة برئاسة الأخ على الدندشي يوم 02/08/1956 تم اختيار جمال خشبة عضو اللجنة ليكون مديرا للمكتب الكشفي العربي مؤقتا لحين النظر في اختيار مدير دائم.وفي الاجتماع الثاني للجنة الذي عقد في لبنان من 18الى 21 سبتمبر عام 1956 والذي رأسه الأخ محمد الهبري تم اختيار المرحوم محمد على حافظ مديرا للمكتب الكشفي العربي واختيار جمال خشبة ليقوم بأعمال السكرتير العام لهذا المكتب.
ثم تم بعد ذلك الاعتراف بالهيئة الكشفية العربية للإقليم العربي من قبل اللجنة الكشفية العالمية والمكتب الكشفي العالمي.وهنا لابد من التنويه بان تكوين الإقليم العربي والهيئة الكشفية العربية عام 1954 قد سبق تكوين إقليم آسيا الذي تم عام 1958 وإقليم أوروبا الذي تم عام 1960 وإقليم إفريقيا الذي تم عام 1970م.
تعمل اللجنة الكشفية العربية على تحقيق المؤتمر وتوصياته عن طريق المكتب الكشفي العربي وكانت تتلخص مهام اللجنة الكشفية العربية فيما يلي:-
-وضع الخطط والبرامج الكفيلة بنشر الحركة الكشفية والنهوض بها في البلاد العربية.
-تنسيق الشؤون الكشفية والتعاون بين الجمعيات والهيئات الكشفية في الأقطار العربية.
-تنسيق العمل بين ممثلي البلاد العربية في المؤتمرات الكشفية الدولية.
-دراسة شؤون المخيمات الكشفية العربية.
-تعيين مدير المكتب الكشفي العربي من ذوي الكفاءة الممتازة في الحركة الكشفية.وتحديد مرتبه ويعتبر مقرر اللجنة.
-اقتراح إعداد موضوعات البحوث التي تقدم للمؤتمرات الكشفية العربية والإشراف على تنفيذ التوصيات التي تتخذ فيها بالاشتراك مع الجمعيات والهيئات الكشفية المختصة.
-وضع ميزانية المكتب الكشفي العربي وعرضها على المؤتمر الكشفي العربي للتصديق.
-تقديم تقرير عن أعمالها ووضعها المالي إلى المؤتمر الكشفي العربي كل سنتين وترسل صورة منه للجنة الكشفية العالمية.
-وضع الأنظمة واللوائح التي تراها ضرورية لتنظيم أعمالها.
***المكتب الكشفي العربي***
للجنة الكشفية العربية مكتب دائم يطلق عليه اسم<المكتب الكشفي العربي> ويتكون في ذلك الوقت من:-
-مدير المكتب العربي<ويكون مقرر اللجنة الكشفية العربية>
-المفوض الإقليمي العربي<ويعتبر احد أعضاء هيئة المكتب الدولي>
-سكرتير عام المكتب<الذي يختاره المدير لمعاونته في إدارة المكتب>.
ويختص المكتب الكشفي العربي بما يأتي:
-العمل على توثيق الصلات بين الجمعيات والهيئات الكشفية بمختلف أنحاء البلاد العربية للنهوض بالحركة الكشفية بها.
-تقديم المعونة الفنية لمن يرغب من الهيئات والجمعيات الكشفية في البلاد العربية كإيفاد المدربين من القادة الأخصائيين للإشراف على دورات تدريبية.
-يعاون في تنظيم التجمعات والمؤتمرات الكشفية العربية وإعداد ما يقدم لها من دراسات وأبحاث.
-السعي لتكوين جمعيات كشفية أهلية للبلاد العربية التي لم تنشأ بها جمعيات والعمل على تسجيلها.
-تشجيع وتنظيم الرحلات والزيارات بين كشافة البلاد العربية لتوثيق الصلات بينهم وتقديم المساعدات الممكنة لهم.
-المعاونة في تدريب القادة الراغبين في الحصول على الشارة الخشبية حسبما توصي به اللجنة الكشفية العربية.
-الإشراف على إصدار مجلة الكشاف لتوثيق الصلات بين الكشافين في البلاد العربية عن طريق نشر أخبارهم ونشاطهم وأبحاثهم وكذلك الإشراف على إصدار لسلة من الكتب الكشفية.
-توثيق العلاقات بين المكتب الكشفي العربي كهيئة عربية وبين المكتب الدولي وكذلك بين جمعيات المرشدات في البلاد العربية والهيئات الكشفية وجميع الجمعيات التي تعمل لصالح الشباب في البلاد الأخرى.
-يتولى نيابة عن الجمعيات والهيئات الكشفية في البلاد العربية الاتصال بالجامعة العربية في كل ما يتعلق بالشؤون الكشفية.